الفصل الثالث «في تربية الأبناء وتعليمهم» (505) في أهمية التربية والتعليم في الصغر:
أي بني، إني... بادرت بوصيتي إليك، وأوردت خصالا منها قبل أن... يسبقني إليك بعض غلبات الهوى، وفتن الدنيا، فتكون كالصعب النفور، وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما ألقي فيها من شيء قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك، ويشتغل لبك (ر 31).
ورأيت حيث عناني من أمرك ما يعني الوالد الشفيق، وأجمعت عليه من أدبك أن يكون ذلك وأنت مقبل العمر ومقتبل الدهر، ذو نية سليمة، ونفس صافية (ر 31).
فما طاب سقيه. طاب غرسه وحلت ثمرته. وما خبث سقيه، خبث غرسه وأمرت ثمرته (خ 154).
(506) من أهم أهداف التربية والتعليم:
فبادرتك بالأدب... لتستقبل بجد رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته، فتكون قد كفيت مئونة الطلب، وعوفيت من علاج التجربة، فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه، واستبان لك ما ربما أظلم علينا منه (ر 31).
أي بني إني وإن لم أكن عمرت عمر من كان قبلي، فقد نظرت في أعمالهم، وفكرت في أخبارهم، وسرت في آثارهم، حتى عدت كأحدهم، بل كأني بما انتهى إلي من أمورهم قد عمرت مع أولهم إلى آخرهم، فعرفت صفو ذلك من كدره، ونفعه من ضرره،