المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٦٩
وما ذكر عليا الا بخير " ولا نريد هنا ان ننقل إلى القارئ كل ما نزل فيه وفي أصحاب الكساء، إذ ربما يكون في النقل الكثير شئ من الاطناب، ولكن مع امساكنا عن التبسط في الحديث لا يسعنا الا ان نلفت القارئ إلى شئ ميسور فهمه: ذلك أن المفسرين وحملة الحديث لم يتفقوا على شئ من الآيات التي يدعى نزولها في بعض الصحابة كما اتفقوا على الآيات التي نزلت في أصحاب الكساء في مدحهم والثناء عليهم ونظرة عجلى في ذلك تثبت لنا صحة الدعوة ومثلا واحدا نضعه بين يديك، اقرأ قوله تعالى من سورة الدهر:
" ان الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا. عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا. يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا " اقرأ ذلك إلى قوله تعالى " ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا " اقرأ ذلك لتعلم مقام أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، وقد ورد من طرق عديدة ان هذه الآيات نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين (1)

(1) اخرج غير واحد من اعلام أهل السنة عن ابن عباس، ان هذه الآيات نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين واليك نص ما قاله الزمخشري في كشافه: " وعن ابن عباس (رض) ان الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ناس معه، فقالوا يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر علي وفاطمة وفضة - جارية لهما - ان برئا مما بهما ان يصوموا ثلاثة أيام، فشفيا وما معهما شئ، فاستقرض علي من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة أصوع من شعير، فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائل فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة، فاثروه وباتوا لم يذوقوا الا الماء، وأصبحوا صياما، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فأثروه، ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك، فلما أصبحوا اخذ علي (رض) بيد الحسن والحسين واقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما ابصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع، قال ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم، وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها، وقد التصق بطنها في ظهرها، وغارت عيناها فساءه ذلك، فنزل عليه جبرئيل عليه السلام وقال:
خذها يا محمد، هناك الله في أهل بيتك فاقرأه السورة " انتهى. من الكشاف في تفسير هل أتى - الدهر.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»