وما ذكر عليا الا بخير " ولا نريد هنا ان ننقل إلى القارئ كل ما نزل فيه وفي أصحاب الكساء، إذ ربما يكون في النقل الكثير شئ من الاطناب، ولكن مع امساكنا عن التبسط في الحديث لا يسعنا الا ان نلفت القارئ إلى شئ ميسور فهمه: ذلك أن المفسرين وحملة الحديث لم يتفقوا على شئ من الآيات التي يدعى نزولها في بعض الصحابة كما اتفقوا على الآيات التي نزلت في أصحاب الكساء في مدحهم والثناء عليهم ونظرة عجلى في ذلك تثبت لنا صحة الدعوة ومثلا واحدا نضعه بين يديك، اقرأ قوله تعالى من سورة الدهر:
" ان الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا. عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا. يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا " اقرأ ذلك إلى قوله تعالى " ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا " اقرأ ذلك لتعلم مقام أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، وقد ورد من طرق عديدة ان هذه الآيات نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين (1)