المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٦٥
المسلمين جميعا في زاوية ولم يدع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحد من هؤلاء لم يبق مجالا بأن الذين وقع عليهم الاختيار، لا يقاس بهم أحد من الناس الا كان القياس خطأ لان القياس إنما يقع في المرحلة التي يصح بها القياس، والذي لا مثيل له لا يقاس عليه.
والاختيار دلنا على أنهم لا مثيل لهم، والبداهة تستلزم ذلك، والعقل يحكم ونحن لا نجد صعوبة في الفهم حين نفهم من هذا الاختيار التفضيل المطلق والكمال المطلق في المرحلة الأخيرة.
ليس على الانسان حساب في فهم التفضيل حينما يعلم أن الله سبحانه اختارهم في ساعة المقايسة والموازنة. " والله بكل شئ عليم ".
وهداية الله سبحانه تأخذ بيد الانسان فتخطو به إلى المثالية الرفيعة وليس في العقل ما يمنع من الوصول إلى أعلى درجات الكمال، ولكن العقل لا يفهم هذا الا باعتبار الوصول إلى فهم الحقيقة الإلهية فهما كاملا إلى حد الفناء في الله.
كما وانه ليس لاختيار الله مقاييس أخرى غير مقاييس الفضيلة على اعتبار الوصول إليه تعالى وصولا مقربا منه، وقد فنيت قلوب آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذات الله وكان لهم من الحياة الفضلى والفناء ما يثبت لهم المثالية المطلقة في كل مقاييس الفضل، والكمال النفسي والشخصي، وقد جاء الاختيار منه برهانا ساطعا لا يفسح مجالا إلى قيل وقال ولا إلى استدلال..
وبعد - فالعقل لا يتصور مثالية ولا عبقرية ارفع من مثاليتهم وعبقريتهم، فهم الراجحون في مقاييس الفضل والسبق والشرف والايمان
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»