المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٧٣
وسلم، ومحمد انسان تجمعت في انسانيته صفات روحية جعلته أفضل مخلوق وأشرف مخلوق وفوق كل مخلوق.
وعلي رديف محمد صلى الله عليه وآله وسلم. هذا للنبوة وهذا للإمامة وهو غرسه قد اخذ عنه أمثل الأخلاق واسمى الصفات فكان عنوانا كاملا لاسمى الصفات وامثل الأخلاق. والاسلام لم يعرف قط أصدق اسلاما ولا أشد ايمانا منه ولم ينفذ الاسلام إلى أعماق قلب مسلم كما نفذ إلى أعماق قلبه كان يؤثر الآخرة على الأولى ويعمل لارضاء الله ورسوله لا لارضاء الناس ولقد وصفه ضرار فأجاد الوصف فقال:
" كان والله بعيد المدى شديد القوى، يقول فصلا ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطف الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير الدمعة، طويل الفكرة يقلب كفه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن وكان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه وينبئنا إذا استنبأناه، ونحن مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه لهيبته ولا نبتدئه لعظمته بعظم أهل الدين ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله، واشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه، وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين يقول:
يا دنيا إليك عني غري غيري، أبي تعرضت أم إلي تشوقت؟ هيهات قد باينتك ثلاثا لا رجعة لي عليك، فعمرك قصير، وخطرك حقير وخطبك يسير آه منن قلة الزاد وبعد السفر "
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»