المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٦٧
- وهم أفضل الخلق - فغلبت بهم النصارى " بهذا يواجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه حيث يسأل وبهذه الكلمات الوجيزة يعلن عن قيم أصحاب الكساء وأهل آية المباهلة وقدسهم وسموهم وعن مكانتهم من الله عز وعلا حقا ان مثل هذا الخبر له قيمته في تعرف قيم آل رسول الله الذين اختارهم الله ليباهل بهم رسوله قسس نجران ونحن لا نجد تصويرا لسمو فضلهم أدق وأصدق من هذا التصوير المعلن برفيع مكانهم وكبير قدرهم وسامي منزلتهم وعظيم فضلهم، ويحسبنا ان نستمع إليه يقول " لو علم أن في الأرض أكرم من علي وفاطمة والحسن والحسين لأمرني ان أباهل بهم " بخ بخ ليس في علم الله أحد أفضل منهم، لا في الأرض ولا في السماء.
وان هذا التعبير ينشئ في نفوسنا صورا شتى من القيم المثالية التي تعبر عن قيمهم الرفيعة في المجتمع الروحاني الاقدس وهذا هو الشرف العظيم الذي تطامن إليه الرقاب نجوعا ولهذا الحديث منشآة عالية في النفوس فهو ينشئ في نفوسنا صورا من قدس النفس وعظيم المنزلة، وينشئ في نفوسنا صورة من الفضل والكرامة عند الله تعالى، وانه ليس أحد أكرم عليه منهم، وينشئ في نفوسنا صورة مثالية رفيعة ارتفعت عن كل تفكير، فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باهل بهم وهم أفضل الخلق وبهم غلب النصارى، وحسب الناظر في هذا الحديث وغيره من الأحاديث الصحيحة ان يثبت أعلى درجة الكمال، ويحسبه
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»