المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٨٠
يكاد ان يكون غريبا عن المعنى الذي يلوح به قوله " فإن لم تفعل فما بلغت رسالته " فإنه ليس في الشريعة من احكام يخشي اظهارها رسول الله صلى الله عليه وآله وكذلك ليس فيها تكاليف هي موضع العتبي ليعصمه الله من الناس وعند نزول الآية كانت الشريعة تامة كاملة.
ولا نريد ان ننكر ان في المفسرين من لا قصد له ولكنه انخدع في الظواهر فسار في طريقه ورائده حسن الظن.
ولكن يجب ان لا نشك بان التفسير مع الاخلاص وحسن النية يلزمه البحث في كل مرحلة من مراحل الملابسات والعلل وأسباب النزول وبدايتها ونهايتها وموقع الآية من الكلام وما إلى ذلك من مراحل ظواهر الآيات وسياقها وان تغاضي المفسر عن شئ من ذلك فقد أشطط في القول وصرف الكلام العربي البليغ عن معناه.
وكذلك نرى العقيدة حكمت على بعض المفسرين بصرف معني الولاية في آية " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويأتون الزكاة وهم راكعون " فلقد فرقوا بين الولاية لله ولرسوله والولاية لاولي الامر الذين يعطون الزكاة وهم راكعون ولم يكن من داع لذلك سوى ان ان الذي اعطى الزكاة هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
وانه لمن المؤسف أشد الأسف ان نجد من المفسرين من جرفته السياسة الخادعة إلى اصطناع أساليب بعيدة عن المقصد السامي الذي يحاوله كتاب الله المجيد، ويجترئون على صرف الآيات عن مقصدها لغرض أكثر ما يتصل بالسياسة والعقيدة، وهذه الجرأة قد أدت إلى القول بالرأي في كتاب
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»