معدى عنه بهذا الترقيم حسب ترتيب الخلافة!..
ولعل سائلا يسأل كيف لم يتخلف هذا الترتيب الثلاثي في حادثة من الحوادث التي اقتضت ان يتوارد الصحاب فيها على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟. سواء أكان ذلك بدعوة أم كانت على سبيل الصدفة، وكيف لم يتفق ان سبق عثمان صاحبيه أو سبقهما عمر؟! ولكن ليس على السائل المنصف الا ان يتأمل الحوادث التي ورد فيها هذا الترقيم ليعلم انه ترقيم مصطنع في عصرين متضاربين، وكلما القى ببصره على الحوادث المفاجئة وغير المفاجئة لا يلبث ان تطالعه الشكوك من جميع جهاته.
وكانت السياسة قد أباحت لمصطنعيها في سبيل تحقيق غاياتها ان ينتهجوا من الوسائل ما يكفل لرجال السلطة سلطتهم الأرستقراطية ومثل هذا كثير في كثير من الحوادث السياسية والدينية سواء في الصدر الأول أم في العصر الأموي أم في العصر العباسي وليس هذا الترقيم بهذا الترتيب لازما طبيعيا فلا ينفك، ولا هو تكوين ذاتي فلا يتخلف، على أن العادة قد تحيله على هذا الاطراد المصطنع مرتبا على ترتيب الخلافة وإنما رقمته السياسة ثم فرضته على رواة الحديث والوقائع ووجد هؤلاء من أنفسهم دوافعا وبواعث دفعتهم لاعتناق هذه السياسة فرقموا هذا الترقيم وأعانها على ذلك ميل في النفوس!...
وإنا نستطيع ان نفهم ان هذا الترتيب مصطنع ولم يكن في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانه حدث متأخرا من حوادث كثيرة لا نريد سردها، ولكن مثلا واحدا نضعه بين أيدي المنصفين من قرائنا ليحللوه ثم