المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ١١١
لهم الحكم بعد ذلك.
حدثونا عن عمر (رض) أنه قال - ودماؤه تنزف - لو كان أبو عبيده حيا لاستخلفته وقال لو كان سالم مولى أبي عبيدة حيا لاستخلفته!! وهذا يدلنا على أن عثمان كان في مرتبة متأخرة ولو أن الترتيب والترقيم كان على أساس الفضيلة في عهد النبي لما صح من أبي حفص ان يستخلف أبا عبيده أو سالم مولاه.
وبعد - فواضح ان معدن الترقيم سياسي ومن الميسور للباحث ان يلتمس العلل التي كانت تبعث على الاصطناع، ويسير عليه إذا رجع إلى العصر الأموي والى أحوال الصحابة الذين اصطنعهم الأمويون. ولم يأت الوقت لدرس هذه الناحية.
على أن الرواية لو صحت نسبتها إلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام لأخرجها شيعته وهم الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم كيف والرواية منسوبة إلى امامهم الذي ينتسبون إليه..
وبقى شئ واحد لابد ان نلفتك إليه هو ان كلمة " نساءنا " لا يقولها العربي ويريد بنته لا سيما إذا كان له أزواج. دعوى كبيرة جازف فيها بنفسه لأنها تحتاج إلى تتبع عام واستقصاء شامل تام.
على أن سيد العرب استعمل كلمة " نساءنا " في ابنته فقط مع أن في بيته تسع نسوة وفسر كلمة " أنفسنا " بعلي فقط مع أن حوله الألوف من أصحابه وبعد هذا لا تكون الدعوى الاهراء من نوازع الشيطان التي تحاك في الصدور.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»