المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ١٠٥
وفي كل هذه الأدوار يلعب بعقول أولئك العلماء وبعلمهم وبموازين المحدثين وفيهم أصحاب الصحاح - فإنهم جميعا رووا اخبار المباهلة - ثم لا يرشدهم علمهم ولا تهديهم موازينهم (1) وانا لا أدري اي منطق هذا، وكيف يتقبله علماء أهل السنة ويغضي عليهم الأزهر الشريف؟! أليس فيهم من يأسوا على السلف ويثأر لهم؟!
وأيضا لا أدري الهدف الذي يرمي إليه المفكرون والمصلحون من وراء هذه الطعون القاتلة؟ وما الذي يمنونه باخراجها على هذا الشكل من الطعن في الصميم؟ ألم يكن لهم حاجز من ورع، وحريجة من دين عن

(١) لا ترمي بالحكم على أهل الصحاح بأنهم رووا تفصيل آية المباهلة ولكنهم اتفقوا على أنه لما نزلت دعا رسول الله (ص) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا.
روى ذلك مسلم في صحيحه والحاكم على شرط الشيخين وصححه الذهبي على شرط البخاري ومسلم والحميدي في الجمع بين الصحيحين والثعلبي في تفسيره وابن المغازي وأبو نعيم في حليته والحمويني في فوائده وابن إسحاق في مغازيه وابن الصباغ المالكي في فصله والطبري في تفسيره والواحدي في أسباب النزول والزمخشري في كشافه والفخر الرازي في تفسيره وغيرهم ممن ذكرنا في مطاوي هذه الفصول التي مرت عليك وغيره ممن لم نذكر وبعبارة أوضح قيام الاجماع من المسلمين كافة على أن النبي (ص) لم يدع للمباهلة غيرهم.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»