المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٩٤
ومن حق يوم المباهلة ان يهز أعصاب المسلمين وأن يكون موئل هنائهم، له ذمته التي لا تضاع، وعهده الذي لا يخفر، وموثقه الذي لا ينقض ومن حقه ان يكون بدر هالة الأيام الاسلامية الزاهرة، ومن حقه ان تتجاوب فيه اصداء الشعور الاسلامي وتتبادل فيه التهاني، فإنه اختل في ذلك اليوم توازن نجران، وجهة النصرانية في الجزيرة العربية وكعبتها وقبلة آمالها.
ولكن شاءت السياسة ان ينشق المسلمون نصفين وان تصنفهم صنفين صنف مال مع السياسة وسار إلى جنبها أصابت أم أخطأت. وليس من موضوعنا ان نتحدث عن مصاير هذه السياسة ومبلغ قسوتها، ولكنا نلاحظ انه ليس من مصلحة السياسة ان تذكره بخير حيث لا تستطيع ان تذكره بشر، ولا أقل من أن تلقيه في سلة مهملاتها إلى أن يشاء الله غير ما تشاء السياسة.
وصنف مال إلى رسول الله صلى الله عليه وعليهم وسلم فتبنى يوم المباهلة فكان عيدا من أعيادهم، وكان يوما من أيام فرحهم وسرورهم بما ظهر لرسول الله صلى الله عليه وعليهم وسلم من الكرامة والشأن العظيم وللاسلام من عزة الجانب.
ويوم المباهلة عند هذا الصنف من الناس يوم شريف مبارك، يجأرون فيه إلى الله سبحانه بالدعاء، وهو عندهم من الأيام الجليلة العظيمة بما فتح الله على الاسلام وعلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم من الفتح العظيم.
مضت السنون وكرت الأعوام وهذا اليوم المبارك ما زال جديدا عظيما عند هذا الصنف من المسلمين، منسيا مهجورا عند الصنف الاخر لا يعرفون عنه شيئا! الا ما يثيره الجدل المذهبي الحين بعد الحين والفينة بعد الفينة
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»