الأصول الأربعمائة - الشيخ أسعد كاشف الغطاء - الصفحة ٣٣
ما هو ببالي ان كون الرجل ذا أصل من أسباب الحسن» (1) ووجه بأنه حسن من قول العلماء ذو أصل عند اطلاق له دون ذكر شئ عن وثقه أو ضعفه وغيرها من معائب الراوي يشعر بوثاقة صاحبه وذلك إن الشيخ المفيد «في مقام مدح جماعة في رسالته في الرد على الصدوق قال: - وهم أصحاب الأصول المدونة.» (2). ولو كان فاسد العقيدة لتعرضوا إلى ذلك. هذا في إطلاق الأصل ذكر صاحب القواعد الحديث «وجه القول بإفادة الحسن إن قولهم: ذو أصل مع الاطلاق له وعدم ذكر فساد عقيدته وغيرها من معائبه، ربما يشعر - بل يظهر منه - التعديل على ذلك الأصل، بل قد يشعر بوثاقة صاحبه، إذ لو كان فاسد العقيدة لتعرضوا له، كما هو ديدنهم ذلك كما لا يخفى والغرض للقائل إنما هو مع الاطلاق لهذا القول، والا فقد يتفق كون الرجل ذا أصل مع فساد العقيدة بل هو كثير كما نبه عليه فيما بعد، ولكن ذلك للمعلومية من خارج للتنبيه عليه ممن تعرض له - إلى أن قال - وهذا كله غير منافي مع المدعى إذ المدعى إنما هو مع الاطلاق، وعلى هذا فيكون عرض القائل بكونه من أسباب الحسن هو الحسن الاصطلاحي بالتقريب المذكور» (3) ويرد عليه بادئا تأمل حيث هنالك كثير من أصحاب الأصول كانوا فاسدي العقيدة أو ضعفاء أو عدم العمل بروايتهم وهذا ما ذهب إليه الوحيد البهبهاني والخاقاني حيث قال «ولكنه محل نظر وتأمل كما تأمل فيه - أعلى الله مقامه - إذ لم يثبت ذاك الديدن في قولهم: (ثقة) مع عدم التعرض لفساد المذهب.» (4) وأما الوحيد البهبهاني فقال «وعند فيه تأمل لأن كثيرا من مصنفي أصحابنا وأصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة وأن كانت كتبهم معتمدة على ما صرح به أول (الفهرست) وأيضا الحسن ابن صالح بن حي بترى متروك العمل بما يختص بروايته على ما صرح به في (التهذيب) مع إنه صاحب الأصل، وكذلك علي بن أبي حمزة البطائني، مع انه ذكر فيه ما ذكر، إلى غير ذلك وقد بسطنا الكلام في المقام في الرسالة» (5) وأضعف من ذلك كون الرجل ذا كتاب من أسباب الحسن

(١) الفوائد / الوحيد البهبهاني ص ٣٥.
(٢) نقلا عن الفوائد ص ٣٥.
(٣) رجال الخاقاني / الشيخ علي الخاقاني ص ٣٢٥.
(٤) رجال الخاقاني / الشيخ علي الخاقاني ص ٣٢٦.
(٥) الفوائد / الوحيد البهبهاني ص 325.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»