أنصار الحسين (ع) - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ١٩٩
الحسين ويقلن أما رضي عمر بن سعد بقتل الحسين حتى أراد أن يكون أميرا علينا على الكوفة، فبكى الناس، وأعرضوا عن عمر. وكان المبرزات في ذلك نساء همدان) (3) هذه الظاهرة (اليمنية) في الثورة الحسينية تدفعنا إلى الملاحظة التالية، وهي: أن نسبة الزيادة في عرب الجنوب بالنسبة إلى عرب الشمال في القوة الثائرة في كربلاء، وإن كانت محدودة جدا، فإنها، مع ذلك، تصلح أن تكون علامة قيمة على أصالة الثورة الحسينية من الناحية العقيدية والمبدئية، فمع أن معاوية منذ اكتشف أن مضر، منحرفة عنه، أخذ يعتمد في دولته على العنصر اليمني، وكذلك من بعده ابنه يزيد، وأمه يمنية من كلب، - مع هذا نجد أن نسبة عرب اليمن في الثورة أكبر من نسبة عرب الشمال.
إن الثورة عمل سياسي، وقد كان من الطبيعي جدا أن يتم هذا العمل السياسي وفقا لأصول العمل السياسي التي كانت سائدة في المجتمع آنذاك، وذلك بأن تكون الثورة جمهورها من خلال منطق الصراع القبلي، وأن تتعامل مع هذا الجمهور من خلال هذا المنطق، ولكن ما حدث كان على خلاف ذلك، فقد تكون جمهور الثورة على مهل نتيجة لوعي الواقع على ضوء المبدأ الاسلامي، وقد تعاملت الثورة مع هذا الجمهور من خلال قناعاته العقيدية لا من خلال غرائزه القبلية.
هل يعني هذا أن عرب الشمال كانوا بعيدين عن الثورة؟ من المؤكد

(1) مروج الذهب: 3 / 93.
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة