وكان الموالي يتحركون نحو الثورة بدافع من الرغبة في تغيير واقعهم السئ بواقع عاشوه في أيام الإمام علي، مع وجود قلة فيهم، يمثلها الشهداء منهم، تحركت نحو الثورة بدافع من وعي صادق ومصيب لحقيقة الاسلام، وإدراك لما يمثله النظام الأموي من انحرافات.
على أن ما حدث بعد ثورة الحسين بسنوات قليلة يكشف عن عمق صلة الموالي واتساعها، فعندما نهض المختار بن أبي عبيد الثقفي (1) في الكوفة رافعا شعارات حماية المستضعفين، والاخذ بثارات الحسين وأهل البيت الآخرين، التف حوله العرب والموالي معا، وقد تخلت عنه بعد ذلك الأكثرية العظمى من العرب لأنها رفضت سياسته المالية والاجتماعية بالنسبة إلى الموالي، فإن هؤلاء الموالي قد ثبتوا معه إلى النهاية الأليمة في وجه الحكم الزبيري الذي لم يكن أقل فظاظة وتمييزا بين الناس من الحكم الأموي (2).
نستطيع أن نقول: إن الموالي في سنة ستين للهجرة كانوا في