للإمام علي: (يا أمير المؤمنين: غلبتنا هذه الحمراء على قربك) (1) ومن المؤكد أن هؤلاء كانوا، في أيام يزيد بن معاوية، لا يزالون يتذكرون أن حياتهم في السنين القليلة لخلافة الإمام علي بن أبي طالب كانت أكثر رخاء واستقرارا وكرامة من حياتهم في ظل حكم معاوية بن أبي سفيان الذي عاملهم نظامه باحتقار شديد، والذي كان يفضل أن يقتل بطريقة ما نصفهم خشية من تزايد عددهم وما يستتبع هذا من مشكلات سياسية (2).
ولا شك في أن طبيعة الأشياء في هذه الحالة بأن يغتنم الموالي أية فرصة سانحة للخروج من وضعهم السئ الذي صاروا إليه بعد الإمام علي.
ولو لم يبادر عبيد الله بن زياد إلى القضاء على حركة مسلم بن عقيل القصيرة الاجل، ولو أتيح للثورة أن تستمر أياما على الأقل قبل أن يقضي عليها، لتكشف لنا دور الموالي بدرجة أوضح مما لدينا الآن، ولرأينا في غالب الظن، أن وجودهم في الثورة كان أكثف مما يعكسه لنا ما بقي من تاريخ الثورة. وأن مساهمتهم فيما كانت واسعة.
لقد كان العرب، قادتهم وأشرافهم، يتحركون نحو الثورة بدافع من الحماس الديني والوعي عند القليل منهم، وبدافع من استعادة السلطان من الشام، وإعادة الكوفة إلى مركزها القديم العظيم عند أكثريتهم