أمان الأمة من الإختلاف - الشيخ لطف الله الصافي - الصفحة ١٠٢
ذكر أسماء جمع منهم في كتاب فتح الملك العلي.
وقال علي عليه السلام: والله ما نزلت آية الا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من نزلت، ان ربى وهب لي قلبا عقولا ولسانا طلقا (1.
وقيل لعلي عليه السلام: مالك أكثر أصحاب رسول الله حديثا؟ (2

١) الطبقات الكبرى ٢ / 338، الشرف المؤبد ص 65، تاريخ الخلفاء ص 124.
2) ومع ذلك لم يخرجوا من أحاديثه الا القليل، وأخرجوا عن مثل أبي هريرة مع تأخر اسلامه وانه لم يصاحب رسول الله صلى الله عليه وآله الأسنة واحدة وتسعة أشهر أحاديث كثيرة جدا، حتى ذكر ابن حزم ان مسند بقي بن مخلد قد احتوى من حديث أبي هريرة (5374) روى البخاري منها 446، وعلي عليه السلام أول من أسلم وتربى في حجر النبي وعاش تحت كنفه قبل البعثة واشتد ساعده في حضنه وظل معه إلى أن انتقل إلى الرفيق الاعلى لم يفارقه لا في حضر ولا في سفر، وهو ابن عمه وزوج ابنته فاطمة سيدة نساء العالمين وشهد المشاهد كلها سوى تبوك فقد استخلفه النبي فيها على المدينة فقال: يا رسول الله أتخلفني في النساء والصبيان؟
فقال رسول الله: أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي. رواه الشيخان وابن سعد.
ولو كان على قد حفظ كل يوم عن النبي وهو الفطن اللبيب الذكي الحافظ ربيب النبي (حديثا واحدا) وقد مضى معه رشيدا أكثر من ثلث قرن لبلغ ما كان يجب أن يروى أكثر من اثنى عشر الف حديث. هذا إذا روى حديثا واحدا في كل يوم، فما بالك لو كان قد روى كل ما سمعه وكان له الحق في روايته ولا يستطيع أحد أن يماري فيه ولا تنس مع ذلك أنه كان يقرأ ويكتب.
وهذا الامام الذي لا يكاد يضارعه أحد من الصحابة جميعا في العلم قد أسندوا له كما روى السيوطي (589)، وقال ابن حزم لم يصح منه الا خمسون حديثا، ولم يرو البخاري ومسلم منها الا نحو عشرين حديثا (راجع شيخ المضيرة ص 48، 108، 113)، وراجع أيضا أبو هريرة حتى تعرف أفاعيل السياسية وانهم لم يعرضوا عن أحاديث أهل البيت وجوامع الشيعة المملوءة بعلومهم الا لأنها لا توافق أهواءهم وبدعهم، ولا تصوب سيرهم في الحكم والسياسية.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»