هذا العلم الكثير في أبواب المعارف الاسلامية من الفقه والعقائد والأخلاق والآداب والتفسير والاحتجاج.
ومن جهة أخرى، فإنه يظهر لكل مطلع على كتبهم الرجالية سعة تحقيقاتهم في تعرف أحوال الرجال، وانهم أشد من غيرهم بكثير في الاعتماد على الممدوحين بالوثاقة والعدالة، كما يظهر لكل باحث في كتبهم الفقهية شدة تورعهم في الفتيا واحتياطهم في استنباط الاحكام وملاحظة خصوصيات الأحاديث من السند والمتن وموافقتها الكتاب، واجتنابهم الشديد عن القول بغير علم، واستنادهم في الجرح والتعديل ومعرفة رجال الحديث إلى أقوال أكابر علمائهم الذين لم يقدح فيهم قادح، واتفقت الكلمة على جلالة قدرهم وصدقهم وورعهم.
واما الرجاليون من إخواننا أهل السنة وإن كان فضلهم أيضا لا ينكر في المسائل الرجالية لان لهم في هذا العلم دراسات لا يستغني الباحث في الرجال والحديث عنها الا ان بعض علمائهم في الجرح والتعديل مطعون عندهم بشئ من الهوى والحسد والعداوة والتدليس وغيرها، حتى أن ابن معين يتهم أحمد بن حنبل بالكذب (1.
وذكر الشيخ الصالح المقبلي في كتابه (العلم الشامخ في تفضيل الحق على الاباء والمشائخ) ان احمد لما تكلم في مسألة خلق القرآن وابتلي بسببها جعلها عديل التوحيد أو زاد، حتى أنه بلغه ان محمد