إفحام الأعداء والخصوم - السيد ناصر حسين الهندي - الصفحة ٧٥
والحسينية فكيف يمكن أن يجتري ذو فهم ودين على أن يجعل عمر بن الخطاب وهو بعيد عن الرسول (ص) في النسب بمراحل شاسعة، وفيافي نازحة، كفوا لأم كلثوم (ع) وهي بنته (ص) بلا شك ولا ارتياب، إن هذا إلا زعم أهل التيار والتبات، وقول المستهترين باللغو والكذاب فصل، لقد أتى العلامة أبو بكر بن شهاب الدين الشافعي الحضرمي بكلام مبرم في تأييد عمل السادة العلويين الحسنيين قديما وحديثا، وفي عدم تزويج بناتهم إلا من شريف صحيح النسب حيث قال: في كتابه شرفة الصادي ما نصه:
تتمة، جرى عمل سادتنا العلويين الحسينيين رضوان الله عليهم، قديما وحديثا أنهم لا يزوجون بناتهم إلا من شريف صحيح النسب، غيرة منهم على هذا النسب العظيم، ولا يجيزون تزويجها بغير شريف وإن رضيت ورضي وليها مثلا لأنهم يرون أن الحق في هذا النسب الطاهر، راجع لكل من انتسب إلى الحسنين رضي الله عنهما لا للمرأة ووليها فقط، ورضاء جميع أولاد الحسنين بذلك متعذر.
وعلى هذا العمل إلى الآن وهم نعم القدوة والأسوة، إذ فيهم من الفقهاء والصلحاء والأقطاب، والأولياء، من لا ينبغي لنا أن نخالفهم فيما أسسوه، ودرجوا عليه، لا يسعنا غير السير بسيرتهم، والاقتداء بهم، ولهم اختيارات وأنظار لا مطمع للفقيه في إدراك أسرارها، ويؤيد هذا الاختيار أيضا قول سيدنا عمر بن الخطاب (رض): لأمنعن تزوج ذوات الأحساب إلا من الأكفاء، والله أعلم (1) انتهى.
وأنت إذا أحطت خبرا بهذا الكلام استبان لك إن السادات الكرام قديما وحديثا لا يعتقدون صحة تزويج سيدتنا أم كلثوم (ع) لعمر بن الخطاب، إذ لو كان عندهم خبر يوثق به في هذا الباب لما وسعهم الاتفاق على العمل بخلاف عمل

(1) رشفة الصادي
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»