إفحام الأعداء والخصوم - السيد ناصر حسين الهندي - الصفحة ١٥٨
الاعتراف والإقرار ولله الحمد حيث أجرى الحق على لسانه، وأظهر الواقع ببيان.
وها نحن نذكر بعض عبارات كتب القوم التي تكشف عن جلالة قدر الحافظ السليماني ليتبين لك أن قدح السليماني في الزبير بن بكار حقيق بالإذعان والقبول، ولا يمكن أهل الأنصاف عنه بانحراف ولا عدول.
قال السمعاني (1) في الأنساب: السليماني بضم السين وفتح اللام وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى سليمان وهو اسم لبعض أجداد المنتسب، منهم أبو الفضل أحمد بن علي بن عمرو بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن عنبر السليماني الحافظ البيكندي من أهل بيكند، وإنما قيل له السليماني انتسابا إلى جد أبي أمه أبي حامد أحمد بن سليمان البيكندي، كانت له رحلة إلى الآفاق والكثرة والحفظ والإتقان، ولم يكن له نظير في زمانه إسنادا وحفظا ورواية بالحديث وضبطا وأتقانا، سمع محمد بن صابر بن كاتب، وأبا نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي، وأبا الحسين علي بن إسحاق بن البحري المادراني البصري، وأبا العباس محمد بن يعقوب الأصم، وأبا محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، وجماعة كثيرة من هذه الطبقة.
صنف التصانيف الكثيرة الكبيرة والصغيرة، وكان يصنف كل أسبوع شيئا ويحمله إلى جامع بخارا من بيكند (2) ويحدث به، روى عنه أبو العباس جعفر بن المعين النسفي، وأبنه أبو ذر محمد بن جعفر وغيرهما، ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة - 311 - ومات في ذي القعدة سنة أربع وأربعمائة - 404 (3).
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ: السليماني الحافظ المحدث المعمر أبو الفضل

(١) أبو سعد عبد الكريم بن الحافظ أبي بكر محمد بن أبي المظفر المنصور بن أبي بكر محمد بن عبد الجبار التميمي المروزي الشافعي المتوفى ٥٦٢. المنتظم ١٠: ٢٢٤. تذكرة الحفاظ ٤: ١٠٧. روضات ٥: ١٠٠، وفيات ٣: ٢٠٩.
(٢) معجم البلدان ١: ٥٣٣.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»