إفحام الأعداء والخصوم - السيد ناصر حسين الهندي - الصفحة ١٥٥
وأصناف الأباطيل والترهات.
وهذه القصة الشنعاء، والفرية النكراء لو سمعها واحد من عوام الإسلام حتى أهل الحياكة وأمثالهم من الطغام لنفر عنها ومجها مسمعه، ولو يقبلها لنفسه فضلا عن أمير المؤمنين (ع) ولو كلف رجل من سفلة الناس ورعاعهم أن يزوج ابنته على هذا الأسلوب المنكر الشنيع لأبى ولم يرضى بهذه الدنية.
ولعل واضع هذه القصة القبيحة أراد دفع العار وميط السنار عن إمامه أبي بكر فإنه قد أتى بابنته عائشة إلى النبي (ص) بعد وفاة خديجة (ع) ليتزوج بها النبي (ص) وجرى له مع النبي (ص) في هذا الباب ما يورث العجب العجاب، وظهر من قلة حياء هذه التي بنته ما يخجل بذكره أولو الآداب.
قال ولي الله الدهلوي، في إزالة الخفاء: في مآثر أبي بكر، إز نحمله أن است كه جون حضرت خديجة رضي الله عنها، متوفى شد حضرت صديق حضرة عائشة رادر عقل آن حضرت (ص) آورد ودرآن باب أدبي كه بهتر ازآن صورت نه بندد رعايت نود، حبيب مولى عروة قال: ماتت خديجة حزن عليها النبي (ص) فأتاه أبو بكر بعائشة فقال يا رسول الله (ص) هذه تذهب ببعض حزنك، وأن في هذه خلفا من خديجة ثم ردها، فكان رسول الله (ص) يختلف إلى أبي بكر، الحديث أخرجه الحاكم.
وعن عائشة: قدمنا المدينة، فذكرت القصة إلى أن قالت: قال أبو بكر ما يمنعك أن تبني بأهلك فقال رسول الله (ص) الصداق، فأعطاه أبو بكر أثني عشر أوقية ونشا، فبعث بها رسول الله (ص) إلينا وبنى لي رسول الله (ص) في بيتي هذا الذي أنا فيه، أخرجه الحاكم، وأبو عمر في الاستيعاب مثله، إنتهى ما نقلناه عن إزالة الخفاء (1).
وفيه من الشنائع والفضائع ما لا يخفي على أهل الجلف والجفاء.

(1) إزالة الخفاء:
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»