أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ٥٢
عبد من عبيده يتخذه خليلا، قال إبراهيم: فأعلمني من هو؟
أخدمه حتى أموت، فقال: أنت هو، قال: ولم ذلك؟! قال: لأنك لم تسأل أحدا شيئا قط، ولم تسأل شيئا قط فقلت: لا (1). وعن جابر الأنصاري قال: سمعت رسول الله " صلى الله عليه وآله " يقول: ما اتخذ الله إبراهيم خليلا إلا لإطعامه الطعام، وصلاته بالليل والناس نيام (2).
وقد كان في ضيافة إبراهيم " عليه السلام " البركات، لطيب قلبه وحسن نيته، وحبه للخير.. روي أن إبراهيم " عليه السلام " كان مضيافا، فنزل عليه يوما قوم ولم يكن عنده شئ، فقال: إن أخذت خشب الدار وبعته من النجار فإنه ينحته صنما ووثنا. فلم يفعل، وخرج بعد أن أنزلهم في دار الضيافة ومعه إزار إلى موضع، وصلى ركعتين، فلما فرغ ولم يجد الإزار علم أن الله هيأ أسبابه، فلما دخل داره رأى سارة تطبخ شيئا، فقال لها: أنى لك هذا؟!، قالت: هذا الذي بعثته على يد الرجل. وكان الله " سبحانه " أمر جبرئيل أن

(١) بحار الأنوار ١٢: ١٣ ح 40، عن الكافي.
(2) علل الشرائع: 23.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 57 58 ... » »»
الفهرست