أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ٤٧
" صلى الله عليه وآله " (1).
فمن أحب أن يتخلق بأخلاق الله " جل وعلا " أنفق ما وهبه الله من الخيرات الفائضة، فأغدقها على الفقراء من عباد الله " سبحانه "، ودعا إلى مائدة الله إخوانه في الله، ووصل بها من هو جدير بالصلة، كالأرحام والأقرباء وأصدقاء الإيمان وأهل الصلاح والتقوى والعلم.. قال أمير المؤمنين " عليه السلام ": من آتاه الله مالا فليصل به القرابة، وليحسن منه الضيافة، وليفك به الأسير والعاني، وليعط منه الفقير والغارم (2)، وليصبر نفسه على الحقوق والنوائب، ابتغاء الثواب، فإن فوزا بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا، ودرك فضائل الآخرة، إن شاء الله (3).
فكما دعانا الله تعالى إلى ضيافته الكريمة، دعانا إلى أن نستضيف الفقراء والمساكين.. وقد كان الإمام الصادق " عليه السلام " يحدث أصحابه يوما فقال لهم: كنت آمر إذا أدركت الثمرة أن يثلم في حيطانها الثلم ليدخل الناس ويأكلوا،

(١) أصول الكافي ٢: ١٧٥ - باب الراحم والتعاطف.
(2) المدين.
(3) نهج البلاغة: خ 142.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست