أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ٥٥
علي " سلام الله عليه " وصدقه (1). فلما أنكر حق مولانا أمير المؤمنين " عليه السلام " في خلافته للرسول الأكرم " صلى الله عليه وآله وسلم " خطب خطبته [القاصعة] فقال فيها:
وقد علمتم موضعي من رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة. وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه. وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل. ولقد قرن الله به " صلى الله عليه وآله " من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره. ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما، ويأمرني بالاقتداء به. ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه، ولا يراه غيري. ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله " صلى الله عليه وآله " وخديجة وأنا ثالثهما. أرى نور الوحي، وأشم ريح النبوة.. (2).

(١) تفصيل ذلك في بحار الأنوار ٣٥: ٤٤.
(2) نهج البلاغة: خ 192.
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست