أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ٥٠
الموفق، وهو المستضيف لنا على موائد نعمه وأرزاقه الطيبة الوافرة، ثم هو المثيب المنعم على عباده. وقد جعل " سبحانه " لاستضافة اليتيم ثوابات دنيوية وأخروية.. عن أبي الدرداء قال: أتى النبي " صلى الله عليه وآله " رجل يشكو قسوة قلبه، فقال " صلى الله عليه وآله ": أتحب أن يلين قلبك، وتدرك حاجتك؟ إرحم اليتيم وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، يلن قلبك، وتدرك حاجتك (١).
والمؤمن إن أراد أن يتعلم الضيافات الكريمة تأسى بالقدوات والأسوات الحسنة، من الأنبياء والأوصياء " صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين "، فلو تصفح تاريخهم النير المبارك لوجد فيه ضيافات مقدسة شريفة أخبرت عن آداب جمة من آداب الضيافة،.. ومنها:
ضيافة النبي إبراهيم " سلام الله عليه " للرسل المكرمين، قال " تعالى ": ﴿ونبئهم عن ضيف إبراهيم﴾ (2)، وقال " جل وعلا ": (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين. إذ دخلوا عليه فقالوا: سلاما، قال: سلام قوم منكرون. فراغ إلى أهله

(١) الترغيب والترهيب ٣: ٣٤٩.
(٢) سورة الحجر: ٥١.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست