أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ٣٠
رحمة الله كان في ضيافته " عز وجل ".. يقول أمير المؤمنين " عليه السلام ": لو يعلم المصلي ما يغشاه من جلال الله ما سره أن يرفع رأسه من السجود (1). وكان يعلم " عليه السلام " ما يهبط عليه من جلال الله المهيب، فيغشى عليه.. روى أبو الدرداء أنه رأى علي بن أبي طالب " عليه السلام " بشويحطات النجار وقد اعتزل عن مواليه، واختفى ممن يليه، فركع ركعات، ودعا دعوات، وناجى مناجاة، ثم أمعن في البكاء. قال أبو الدرداء: فلم أسمع له حسا ولا حركة، فقلت:
غلب عليه النوم لطول السهر، أوقظه لصلاة الفجر، فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة، فحركته فلم يتحرك، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، مات والله علي بن أبي طالب، فأتيت منزله مبادرا أنعاه إليهم، فقالت فاطمة عليها السلام: هي والله يا أبا الدرداء الغشية التي تأخذه من خشية الله (2).
تلك هي الضيافة المقدسة، حيث المعرفة بمقام المضيف " سبحانه وتعالى "، وقد كان الإمام الحسن المجتبى " عليه السلام "

(١) الخصال 2: 167، وغرر الحكم، للآمدي: ح: 7592.
(2) مناقب آل أبي طالب، لابن شهرآشوب 1: 389.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست