أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ١٨٢
طويل، في صحارى وغابات لم يمر بها من قبل، ولا يدري ما سيداهمه فيها، تسلح بما يدافع به عن نفسه، وتزود بما يستعين به، فان العاقل من استعد للأهوال.. وقد كان الإمام علي " عليه السلام " كثيرا ما ينادي أصحابه بهذا الكلام:
تجهزوا (1)، رحمكم الله، فقد نودي فيكم بالرحيل، وأقلوا العرجة على الدنيا (2)، وانقلبوا بصالح ما بحضرتكم من الزاد (3)، فإن أمامكم عقبة كؤودا، ومنازل مخوفة مهولة، لابد من الورود عليها، والوقوف عندها (4)..
وخطب الناس يوما فقال " عليه أفضل الصلاة والسلام ":
خذوا من ممركم لمقركم.. وأخرجوا من الدنيا قلوبكم من قبل أن تخرج منها أبدانكم، ففيها اختبرتم، ولغيرها خلقتم. إن المرء إذا هلك قال الناس: ما ترك؟ وقالت الملائكة: ما قدم؟ (5)..
وعن أبي بصير، عن مولانا الصادق " عليه السلام " قال: كان

(1) أي استعدوا للآخرة بالأعمال الصالحة.
(2) أي إقلوا الإقامة بالمكان عليها.
(3) أي التقوى.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 204.
(5) نهج البلاغة: 203.
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست