أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ١٨٥
حيث ضيافة الأجداث، وحيث الأهوال والمساكن الرهيبة.
وكل ذلك يراد له دعاء صادق، يعقبه عمل صالح.. وكل ذلك يفتقر إلى توبة نصوح وندامة، ونفس لوامة. فلنتأمل بقلوبنا وعقولنا وأسماعنا في ما يقوله زين العابدين علي بن الحسين " عليه السلام ":
اللهم صل على محمد وآله، واكفنا طول الأمل، وقصره عنا بصدق العمل، حتى لا نؤمل استتمام ساعة بعد ساعة، ولا استيفاء يوم بعد يوم، ولا اتصال نفس بنفس، ولا لحوق قدم بقدم. وسلمنا من غروره، وآمنا من شروره، وانصب الموت بين أيدينا نصبا، ولا تجعل ذكرنا له غبا (1). واجعل لنا من صالح الأعمال عملا نستبطئ معه المصير إليك، ونحرص له على وشك اللحاق بك، حتى يكون الموت مأنسنا الذي نأنس به، ومألفنا الذي نشتاق إليه، وحامتنا التي نحب الدنو منها. فإذا أوردته علينا، وأنزلته بنا، فأسعدنا به زائرا، وآنسنا به قادما، ولا تشقنا بضيافته، ولا تخزنا بزيارته، واجعله بابا من أبواب مغفرتك، ومفتاحا من مفاتيح رحمتك.

(1) في وقت دون وقت.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست