أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ١٨٤
وان فسد لا تستوحش إلا منه، وهو فعلك. قال قيس بن عاصم:
فقلت: يا نبي الله! أحب أن يكون هذا الكلام في أبيات شعر نفخر به على من يلقانا من العرب، وندخره.. قال قيس: فأقبلت أفكر فيما أشبه هذه العظة من الشعر، فاستتب لي القول فقلت: يا رسول الله! قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما نريد، فقال النبي " صلى الله عليه وآله ": قل يا قيس. قال قيس: فقلت:
تخير قرينا من فعالك إنما * قرين الفتى في القبر ما كان يفعل ولابد بعد الموت من أن تعده * ليوم ينادى المرء فيه فيقبل فإن كنت مشغولا بشئ فلا تكن * بغير الذي يرضى به الله تشغل فلن يصحب الإنسان من بعد موته * ومن قبله إلا الذي كان يعمل ألا إنما الإنسان ضيف لأهله * يقيم قليلا بينهم ثم يرحل (1) وأخيرا.. مع الإمام السجاد " صلوات الله عليه " وهو يذكر الموت، ويبين أن الناس كما قال لهم جده علي بن أبي طالب " سلام الله عليه ": إنكم وما تأملون من هذه الدنيا أثوياء مؤجلون (2). فإن هي إلا أيام وسويعات ثم ننقل إلى المقابر،

(١) معاني الأخبار: ٢٣٢، وأمالي الصدوق: 3 المجلس الأول.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 129، وأثوياء بمعنى ضيوف.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست