قلت: عليكم.
قالت: أفتعرف الذي يقول: يا أمنا يا خير أم نعلم!
قلت: نعم، ذاك ابن عمي فبكت حتى ظننت أنها لا تسكت. وروى ابن الأثير (198) وقال: ذكر لعائشة يوم الجمل، فقالت: والناس يقولون يوم الجمل!؟ قالوا لها: نعم. قالت: وددت أني لو كنت جلست كما جلس صواحبي وكان أحب إلي من أن أكون ولدت من رسول الله بضع عشرة كلهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أو مثل عبد الله بن الزبير.
وروى مسروق (199) وقال: كانت عائشة (رض) إذا قرأت: " وقرن في بيوتكن " بكت حتى تبل خمارها.
وأخرج ابن سعد (200) في طبقاته: أن ابن عباس دخل على عائشة قبل موتها فأثنى عليها، فلما خرج، قالت لابن الزبير: أثنى علي عبد الله بن عباس ولم أكن أحب أن أسمع أحدا اليوم يثني علي. لوددت أني كنت نسيا منسيا أي حيضة. إنتهى.
وفي بلاغات النساء (201): أن عائشة لما احتضرت جزعت فقيل لها:
أتجزعين؟ يا أم المؤمنين! وابنة أبي بكر الصديق؟ فقالت: إن يوم الجمل لمعترض في حلقي. ليتني مت قبله، أو كنت نسيا منسيا.
وروى ابن سعد أيضا: أن عائشة قالت: والله لوددت أني كنت شجرة،