أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٣٤٥
أما والله لو حضرتك لدفنتك حيث مكانك، ولو حضرت ما بكيت.
وفي المستدرك: رقد في مقيل قاله فذهبوا يوقظونه فوجدوه قد مات فدخل نفس عائشة تهمة أن يكون صنع به شر وعجل عليه فدفن وهو حي.
دب الخلافة بين أم المؤمنين وبني أمية من جديد، ووقع الشر، وخسرت أم المؤمنين في هذه المعركة شقيقها عبد الرحمن، حيث مات ميتة مجهولة، بل ميتة معلومة حين مات في طريقه إلى مكة، كما مات الأشتر (196) في طريقه إلى مصر، مات عبد الرحمن بن أبي بكر كما مات عبد الرحمن بن خالد، وسعد بن أبي وقاص، والحسن بن علي، مات هؤلاء جميعا ليفسحوا المجال لاخذ البيعة ليزيد.
وقع الشر بين أم المؤمنين وبني أمية من جديد، وفقدت أم المؤمنين شقيقها في هذه المرة، وليس لها من الأنصار ما تستطيع أن تقيمها حربا عوانا على بني أمية بعد أن فقدت طلحة والزبير، ومحمد بن طلحة وعبد الرحمن بن أبي بكر إلى آخرين، فتمثلت بشعر لبيد:

البطاح، وجذيمة: هو جذيمة بن الأبرش من ملوك الحيرة وكان له نديمان ضرب بهما المثل.
يقول متمم: كنت وأخي مالك كنديمي جذيمة مدة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا، ولما تفرقنا بعد قتله أصبحنا كأننا لم نبت معا، وتمثلت أم المؤمنين بالبيتين في شأنها وأخيها عبد الرحمن.
راجع مروج الذهب للمسعودي في ذكره ملوك الحيرة.
(196) الأشتر هو مالك بن الحرث النخعي، أدرك الرسول، وكان رئيس قومه، شترت عينه في اليرموك، فلقب بالأشتر، وله مواقف شهيرة في الجمل وصفين مع علي، وفي سنة ثمان وثلاثين ولاه على مصر، فدس معاوية إلى دهقان كان بالعريش العريش كانت مدينة من أول أعمال مصر من ناحية الشام أن احتل بالسم للأشتر، فأترك لك خراجك عشرين سنة، فلما نزل الأشتر العريش سمه الدهقان في عسل، فقال معاوية: " لله جنود من العسل "، مروج الذهب ط. بيروت 2 / 139، وراجع المغتالين من الاشراف ص 39، واليعقوبي 2 / 139 ط. بيروت، ومعجم البلدان لغة بعلبك، وشرح النهج 2 / 29، وترجمته من الاستيعاب، وأسد الغابة، والإصابة، والطبري في حوادث سنة 38 39.
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»