أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٢٨٦
أ لمن سواقط صبيان منبذة * باتت تفحص في بطحاء أجياد ب باتت تمخض ما كانت قوابلها * إلا الوحوش وإلا جنة الوادي ج فيهم صبي له أم لها نسب * في ذروة من ذرى الأحساب أياد د تقول وهنا وقد جد المخاض لها * يا ليتني كنت أرعى الشول للغادي ه‍ - قد غادروه لحر الوجه منعفرا * وخالها وأبوها سيدا النادي وقد أورد ابن هشام نيفا وثلاثين قصيدة للمشركين والمسلمين، فيها وصف هذه الواقعة، وذكر أبي سفيان وما فعلته هند (37).
وفي شعبان سنة أربع من الهجرة خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بدر لميعاد أبي سفيان. وخرج أبو سفيان في أهل مكة، ثم بدا له في الرجوع فقال: يا معشر قريش! إنه لا يصلحكم إلا عام خصيب وإن عامكم هذا عام جدب، وإني راجع فارجعوا فرجع الناس (38).
ثم استعدت قريش لحرب رسول الله وحزبت الأحزاب من حلفائها واليهود الذين كانوا حول المدينة فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان وكان رسول الله صلى الله عليه وآله قد حفر خندقا حول المدينة فجاءت قريش وحلفاؤها حتى حاصرت المدينة قريبا من شهر وكان ذلك في شوال سنة خمس من الهجرة وقتل علي بن أبي طالب عمرو بن عبد ود مبارزة وخافت اليهود، فلم تشترك في الحرب واشتد البرد والريح على قريش، فخطب فيهم أبو سفيان وقال: يا معشر قريش! إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف (*)، وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فإني مرتحل. فارتحلوا في ليلتهم تلك من المدينة راجعين إلى " الكراع ": النخيل، و " الخف ": الإبل. (*)

ه‍ " حر الوجه ": الخد أو ما أقبل عليك منه و " منعفرا ": متمرغا في التراب.
(٣٧) راجع سيرة ابن هشام ٣ / ٥٦ ١٥٩، وديوان حسان.
(٣٨) راجع سيرة ابن هشام ٣ / ٢٢١ ٢٢٢. وتاريخ اليعقوبي ٢ / 53.
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»