أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٢٨٣
الله صلى الله عليه وآله لرجل من أصحابه: " قل: نعم هو بيننا وبينكم موعد ".
ثم إن أبا سفيان بعد انصرافه يوم أحد بدا له الرجوع إلى المدينة ليستأصلوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فبلغهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد خرج لملاقاتهم فجبنوا ورجعوا أدبارهم (32).
وقالت هند أيضا:
شفيت من حمزة نفسي بأحد * حين بقرت بطنه عن الكبد أذهب عني ذاك ما كنت أجد من لذعة الحزن الشديد المتقد (*) والحرب تعلوكم بشؤبوب برد * نقدم إقداما عليكم كالأسد (*) وقال عمر بن الخطاب لحسان بن ثابت: يا ابن الفريعة (33)! لو سمعت ما تقول هند ورأيت أشرها قائمة على صخرة ترتجز بنا وتذكر ما صنعت بحمزة. قال حسان: أسمعني بعض قولها أكفيكموها، فأنشد عمر بعض ما قالت، فقال حسان بن ثابت:
اللذعة: ألم النار أو ما يشبهها.
(*) " الشؤيوب " الدفعة من المطر و " برد " بفتحتين: ماء الغمام يتجمد في الهواء البارد ويسقط على الأرض حبوبا. تقول: الحرب تعلوكم كالدفعة العظيمة من المطر الغزير المصحوب بالثلج.
(33) حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام، وأمه الفريعة بنت خالد بن خنيس، وأبواه أنصاريان خزرجيان ويكنى أبا الوليد وأبا عبد الرحمن وأبا الحسام لمناظلته عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان النبي صلى الله عليه وآله ينصب له منبرا في المسجد يقوم عليه قائما ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن الله يؤيد حسانا بروح القدس ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وآله. وأمره أن يذهب إلى أبي بكر ويتعلم منه أنساب قريش، فكان يذهب إلى أبي بكر فيقول له أبو بكر: كف عن فلانة وفلانة واذكر فلانة وفلانة، فجعل يهجوهم فلما سمعت قريش شعر حسان قالوا: هذا شعر لم يغب عنه ابن أبي قحافة. عمر حسان مائة وعشرين سنة وتوفي على الأصح قبل سنة أربعين. الاستيعاب ص 125 129 الترجمة 523 وأسد الغابة 2 / 4 7 (*)

(32) إلى هنا لخصنا ما أوردنا عن غزوة أحد من سيرة ابن هشام 3 / 3 56 وقد وردت أبيات هند بنت أبي سفيان وجواب هند عليها في ترجمتها بالإصابة (4 / 407).
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»