أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٢٨٠
يحشرون) (26).
فاجتمعت قريش لحرب رسول الله صلى الله عليه وآله حين فعل ذلك أبو سفيان وأصحاب العير وخرج أبو سفيان وهو قائد الناس معه هند بنت عتبة، وكانت هند كلما مرت بوحشي أو مر بها، قالت: ويها أبا دسمة اشف واشتف (27). وفي يوم أحد قال أبو سفيان لأصحاب اللواء: يا بني عبد الدار!
إنكم قد وليتم لواءنا يوم بدر، فأصابنا ما قد رأيتم، وإنما يؤتى الناس من قبل راياتهم، فإما أن تكفونا لواءنا وإما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه. فقالوا:
نحن نسلم إليك لواءنا!؟ ستعلم غدا إذا التقينا كيف نصنع؟ وذلك ما أراد أبو سفيان. فلما التقى الناس ودنا بعضه من بعض قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها، وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال ويحرضنهم وتقول هند:
ويها بني عبد الدار * ويها حماة الادبار ضربا بكل بتار (*) وتقول:
نحن بنات طارق * إن تقبلوا نعانق ونفرش النمارق أو تدبروا نفارق فراق غير وامق (*) ورآها أحد الأنصار تحرض الناس تحريضا شديدا، فعلاها بالسيف، ثم كف عنها لما وجد أنها امرأة. ثم قتل وحشي حمزة: عم النبي.
ووقعت هند والنسوة اللاتي معها يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول " ويها ": كلمة تحريض واغراء، و " حماة الادبار ": الذين يحمون عقاب الناس، و " البتار " بتشديد التاء: السيف القاطع، و " بني عبد الدار ": حملة راية المشركين في بدر وأحد.
(*) " النمارق " جمع نمرقة: الوسادة الصغيرة و " الوامق " المحب. (*)

(26) الآية 36 من سورة الأنفال.
(27) كان وحشي غلام جبير بن مطعم يكنى بأبي دسمة.
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»