في كتابه: " الجمل " (202) تفصيلا وافيا عن ورود عائشة وطلحة والزبير البصرة حيث قال: إن الزبير وطلحة أغذا السير بعائشة حتى انتهوا إلى حفر أبي موسى الأشعري (*) وهو قريب من البصرة، وكتبا إلى عثمان بن حنيف الأنصاري وهو عامل علي على البصرة أن أخل لنا دار الامارة، فلما وصل كتابهما إليه بعث إلى الأحنف بن قيس (203) فقال له: إن هؤلاء القوم قدموا علينا، ومعهم زوجة رسول الله، والناس إليها سراع كما ترى.
" أغذ السير ": أسرع، و " حفر " فتحتين، من معانيها: البئر إذا وسعت فوق قدرها. ويقال لها " حفير " أيضا والاحفار المعروفة في بلاد العرب ثلاثة. منها حفر أبي موسى وهو مياه عذبة على جادة البصرة إلى مكة حفره أبو موسى الأشعري. بينه وبين البصرة خمس ليال. معجم البلدان.
(203) أبو بحر الضحاك، وقيل: صخر بن قيس بن معاوية بن حصين المعروف بالأحنف التميمي السعدي. وأمه امرأة من باهلة. وسمي الأحنف لحنف رجله فإنه كان يطأ على وحشيها أي ظهرها أسلم في عهد النبي ولم يره وكان سيد قومه موصوفا بالعقل والدهاء والعلم والحلم. شهد بعض الفتوح في زمن عمر وعثمان، واعتزل الجمل وشهد صفين مع علي. ولما بايع معاوية ليزيد تكلم الناس في مدحه، فقال له معاوية " ما بالك لا تقول يا أبا بحر؟ " فقال: " أخاف الله ان كذبت. وأخافكم ان صدقت ". وخرج مع مصعب بن الزبير إلى الكوفة ومات بها سنة سبع وستين على الأشهر عن ثمانين سنة ودفن عند قبر زياد " بالثوية " والثوية بالضم والفتح كان موضعا بظاهر الكوفة فيه ماء عذب وفيه قبور جماعة من الصحابة.
الاستيعاب 1 / 56 الترجمة 160 وأسد الغابة 1 / 55، ووفيات الأعيان 2 / 186 192 الترجمة 282. (*)