أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٢٠٠
في كتابه: " الجمل " (202) تفصيلا وافيا عن ورود عائشة وطلحة والزبير البصرة حيث قال: إن الزبير وطلحة أغذا السير بعائشة حتى انتهوا إلى حفر أبي موسى الأشعري (*) وهو قريب من البصرة، وكتبا إلى عثمان بن حنيف الأنصاري وهو عامل علي على البصرة أن أخل لنا دار الامارة، فلما وصل كتابهما إليه بعث إلى الأحنف بن قيس (203) فقال له: إن هؤلاء القوم قدموا علينا، ومعهم زوجة رسول الله، والناس إليها سراع كما ترى.
" أغذ السير ": أسرع، و " حفر " فتحتين، من معانيها: البئر إذا وسعت فوق قدرها. ويقال لها " حفير " أيضا والاحفار المعروفة في بلاد العرب ثلاثة. منها حفر أبي موسى وهو مياه عذبة على جادة البصرة إلى مكة حفره أبو موسى الأشعري. بينه وبين البصرة خمس ليال. معجم البلدان.
(203) أبو بحر الضحاك، وقيل: صخر بن قيس بن معاوية بن حصين المعروف بالأحنف التميمي السعدي. وأمه امرأة من باهلة. وسمي الأحنف لحنف رجله فإنه كان يطأ على وحشيها أي ظهرها أسلم في عهد النبي ولم يره وكان سيد قومه موصوفا بالعقل والدهاء والعلم والحلم. شهد بعض الفتوح في زمن عمر وعثمان، واعتزل الجمل وشهد صفين مع علي. ولما بايع معاوية ليزيد تكلم الناس في مدحه، فقال له معاوية " ما بالك لا تقول يا أبا بحر؟ " فقال: " أخاف الله ان كذبت. وأخافكم ان صدقت ". وخرج مع مصعب بن الزبير إلى الكوفة ومات بها سنة سبع وستين على الأشهر عن ثمانين سنة ودفن عند قبر زياد " بالثوية " والثوية بالضم والفتح كان موضعا بظاهر الكوفة فيه ماء عذب وفيه قبور جماعة من الصحابة.
الاستيعاب 1 / 56 الترجمة 160 وأسد الغابة 1 / 55، ووفيات الأعيان 2 / 186 192 الترجمة 282. (*)

(٢٠٢) أخرجه ابن أبي الحديد في شرحه لخطبته عليه السلام: " فخرجوا يجرون حرمة رسول الله " في الجزء التاسع من تجزئة المؤلف (٢ / ٤٩٧ ٥٠١).
وأبو مخنف هو لوط بن يحيى بن مخنف بن سليمان الأزدي كان جده مخنف من أصحاب علي، وكان أبو مخنف راويا اخباريا صاحب تصانيف، وقد عد النديم لأبي مخنف في فهرسه ص ١٣٦ ١٣٧: ثلاثة وثلاثين مؤلفا منها: " كتاب الجمل ". الذي ينقل منه ابن أبي الحديد ما يرويه عن أبي مخنف في حرب الجمل. قال النديم في ترجمته " قالت العلماء:
أبو مخنف بأمر العراق وأخبارها وفتوحها يزيد على غيره. والمدائني بأمر خراسان والهند وفارس. والواقدي بالحجاز والسيرة، وقد اشتركوا في فتوح الشام ". توفي أبو مخنف سنة سبع وخمسين ومائة. فوات الوفيات 2 / 288.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»