الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ٢٦
وبقوله تعالى: وقال الذين في النار لخزنة جهنم: ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب، قالوا: أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات. قالوا: بلى. قالوا: فادعوا، و وما دعاء الكافرين إلا في ضلال. غافر 49، 50.
وبقوله تعالى: أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون. البقرة 86.
وبقوله تعالى: وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا و ذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون. الأنعام: 70.
وبقوله تعالى: كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين سا سلككم في سقر " إلى قوله تعالى " فما تنفعهم شفاعة الشافعين. المدثر 38 - 48 وبقوله تعالى: وأنذرهم يوم الأزقة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين، ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع. غافر 18.
وبقوله تعالى: ونسوق المجر مين إلى جهنم وردا لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا. مريم 87.
الاستثناء في الآية الشريفة منقطع، والعهد: شهادة أن لا إله إلا الله والقيام بحقها. أي لا يشفع إلا للمؤمن.
راجع تفسير القرطبي 11: 154، تفسير البيضاوي 2: 48، تفسير ابن كثير 3:
138، تفسير الخازن 3: 243.
فرواية الضحضاح على تقدير أن أبا طالب عليه السلام مات مشركا - العياذ بالله - و ما فيها من الشفاعة لتخفيف العذاب عنه بجعله في الضحضاح منافية لكل ما ذكرناه من الآيات والأحاديث، فحديث يخالف الكتاب والسنة الثابتة يضرب به عرض الحائط وقد جاء في الصحيح مرفوعا: تكثر لكم الأحاديث من بعدي فإذا روي لكم حديث فأعرضوه على كتاب الله تعالى فما وافق كتاب الله فاقبلوه وما خالفه فردوه (1)

(1) أخرجه البخاري في صحيحه.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»