الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ٢٥
الشفاعة لمن مات لا يشرك بالله شيئا ومنها: عن أنس في حديث: أوحى الله إلى جبريل عليه السلام أن اذهب إلى محمد فقل له: ارفع رأسك سل تعط واشفع تشفع " إلى قوله ": أدخل من أمتك من خلق الله من شهد أن لا إله إلا الله يوما واحدا مخلصا ومات على ذلك.
فقال المنذري: رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح.
ومنها: عن أبي هريرة مرفوعا في حديث: شفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصا، وأن محمدا رسول الله، يصدق لسانه قلبه وقلبه لسانه. رواه أحمد وابن حبان في صحيحه.
ومنها: ما مر في ص 13 من طريق أبي هريرة وابن عباس من أنه صلى الله عليه وآله دعا ربه واستأذنه أن يستغفر لأمه ويأذن له في شفاعتها يوم القيامة فأبى أن يأذن.
وقال السهيلي في الروض الأنف 1: 113: وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وآله قال: استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته أن أستغفر لها فلم يأذن لي. وفي مسند البزار من حديث بريدة إنه صلى الله عليه وسلم حين أراد أن يستغفر لأمه ضرب جبريل عليه السلام في صدره و قال له: لا تستغفر لمن كان مشركا فرجع وهو حزين (1) فالمنفي في صورة انتفاء الشهادة جنس الشفاعة بمعنى عدمها كلية لعدم أهلية الكافر لها حتى في بعض مراتب العذاب، فالشفاعة للتخفيف في العذاب من مراتبها المنفية كما إنها نفيت كذلك في كتاب الله العزيز بقوله تعالى: والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور.
فاطر 36.
وبقوله تعالى: وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولاهم ينظرون.
النحل 85.
وبقوله تعالى: خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولاهم ينظرون. البقرة 162، آل عمران 88.

(1) نحن لا نقيم لمثل هذه الرواية وزنا ولا كرامة، غير أن خضوع القوم لها يلجأنا إلى الحجاج بها.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»