الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ١٣٥
وذكر الطبري في تاريخه 5: 41 قال: جلس عثمان في جانب المسجد لما بويع ودعا عبيد الله بن عمر، وكان محبوسا في دار سعد بن أبي وقاص، وهو الذي نزع السيف من يده بعد قتله جفينة والهرمزان وابنة أبي لؤلؤة، وكان يقول: والله لأقتلن رجالا ممن شرك في دم أبي. يعرض بالمهاجرين والأنصار فقام إليه سعد فنزع السيف من يده، وجذب شعره حتى أضجعه إلى الأرض وحبسه في داره حتى أخرجه عثمان إليه فقال عثمان لجماعة من المهاجرين والأنصار: أشيروا علي في هذا الذي فتق في الاسلام ما فتق، فقال علي: أرى أن تقتله. فقال بعض المهاجرين: قتل عمر أمس ويقتل ابنه اليوم؟
فقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين! إن الله قد أعفاك أن يكون هذا الحدث كان ولك على المسلمين سلطان، إنما كان هذا الحدث ولا سلطان لك، قال عثمان: أنا وليهم وقد جعلتها دية واحتملتها في مالي، قال: وكان رجل من الأنصار يقال له: زياد بن لبيد البياضي إذا رأى عبيد الله بن عمر قال:
ألا يا عبيد الله! مالك مهرب * ولا ملجأ من ابن أروى (1) ولا حفر 0 أصبت دما والله في غير حله * حراما وقتل الهرمزان له خطر 0 على غير شئ غير أن قال قائل * أتتهمون الهرمزان على عمر 0؟
فقال سفيه والحوادث جمة: نعم اتهمه قد أشار وقد أمر 0 وكان سلاح العبد في جوف بيته * يقلبها والأمر بالأمر يعتبر 0 قال: فشكا عبيد الله بن عمر إلى عثمان زياد بن لبيد وشعره فدعا عثمان زياد بن لبيد فنهاه قال: فأنشأ زياد يقول في عثمان:
أبا عمرو عبيد الله رهن * فلا تشكك بقتل الهرمزان فإنك إن غفرت الجرم عنه * وأسباب الخطا فرسا رهان أتعفو؟ إذ عفوت بغير حق * فما لك بالذي تحكي بدان فدعا عثمان زياد بن لبيد فنهاه وشذ به. وذكره ابن الأثير في الكامل 5: 31.
قال الأميني: الذي يعطيه الأخذ بمجامع هذه النقول أن الخليفة لم يقد عبيد الله قاتل الهرمزان وجفينة وابنة أبي لؤلؤة الصغيرة، مع إصرار غير واحد من الصحابة

(1) أروى بنت كريز أم عثمان كما مر في 120.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»