طرق حديث الأئمة الإثنا عشر - الشيخ كاظم آل نوح - الصفحة ٨٨
ومعدن نفائسي والعيبة ما يحرز الرجل فيه نفائسه قال ابن دريد وهذا من كلامه الموجز الذي لم يسبق ضرب المثل به في إرادة اختصاصه بأموره الباطنة التي لا يطلع عليها أحد غيره وذلك غاية في مدح علي (ع) وقد كانت ضمائره أعدائه منطوية على اعتقاد تعظيمه. وفي شرح الهمزية أن معاوية كان يرسل يسأل عليا عن المشكلات فيجيبه فقال أحد بنيه تجيب عدوك فقال أما يكفينا أن احتاجنا وسألنا. أنا مدينة العلم وعلمي بابها ذكره أبو المظفر سبط ابن الجوزي في التذكرة ص 29 وأخرجه ابن بطة العكبري باسناده عن سلمة ابن كهيل عن عبد الرحمن عن علي وأبو الحسن علي ابن محمد الشهير بابن عراق عن تنزيه الشريعة. أقول وفي كتابي الحسم لفصل ابن حزم إذ قال واحتج من قال بأن عليا كان أكثرهم علما كذب هذا القائل إلى آخره قلت في جوابه وهذه أيضا دعوى من دعاويه الباطلة كأخواتها المتقدمة وقد خالف العامة والخاصة وفي هذه الدعوى تكذيب لرسول الله إذ قال إن عليا أعلم الصحابة وقوله فيه أنا مدينة العلم وعلي بابها ولن تؤتى المدينة إلا من أبوابها. قال العلامة السيد حسن صدر الدين في كتابه الدرر الموسوية في شرح العقائد الجعفرية أجمع الناس كافة على أن علي ابن أبي طالب (ع) كان أعلم أهل زمانه وسائر العلماء راجعون إليه ومتمسكون به ومعتمدون عليه في العلوم العقلية والنقلية أما الشيعة فرجوعهم واضح إليه لا يأخذون إلا عنه وأما علماء الكلام المعتزلة فأولهم وشيخهم أبو هاشم عبد الله ابن محمد ابن الحنفية وهو تلميذ أبيه محمد ومحمد تلميذ أبيه علي (ع). وأما الأشاعرة فينتهون إلى أبي الحسن ابن أبي بشير الأشعري وهو تلميذ الجبائي أبي علي وهو أحد مشايخ المعتزلة وأما الفقهاء فكلهم يرجعون إليه الأربعة
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 » »»
الفهرست