طرق حديث الأئمة الإثنا عشر - الشيخ كاظم آل نوح - الصفحة ٢٠
انى نسوغ ان يكون للخلق في الامر خيرة مع شيوع الغايات والاغراض والدعاوى والميول والشهوات في الناس حول الانتخاب مع اختلاف الانظار وتضارب الآراء والمعتقدات في تحليل نفسيات الرجال والشخصيات البارزة مع كثرة الأحزاب والفرق والأقوام والطوائف المتشاكسة مع شقاق القومية والطائفة والشعوبية الذايع والشايع في المسكين ابن آدم من أول يومه.
وقد اقترن الانتخاب من بدء بدئه بالتحارش والتلاكم والتصاخب والتخاصم حتى فدت يرود يمانية (مثل يضرب في شدة الخصومة) وكم بالانتخاب هتكت حرمات وأهينت مقدسات وأضيعت حقائق ودحض الحق الثابت ودحس الصالح العام واختل الوئام وأقلق السلام وسفحت دباء زكية إلى أن قال ومقتضى هذا البيان الصافي ان يكون الخليفة أفضل الخليفة أجمع في أمته لأنه لو كان من يماثله في وقته في الفضيلة أو من ينيف عليه استلزم تعيينه الترجيح بلا مرجح أو التطفيف في كفة الرجحان على أن الامام لو قصر في شئ من تلك الصفات لأمكن حصول حاجته إلى المورد الذي نبا عنه علمه أو تضائلت عنه بصيرته فعندئذ الطامة الكبرى من الفتيا المجردة والرأي لا عن دليل أو الاخذ عمن يسدده وفي الأول العبث والفشل وفي الثاني سقوط المكانة وقد اخذ في الامام مثل النبي (ص) ان يكون بحيث يطاع وما أرسلنا من رسول الا ليطاع بإذن الله وقرنت طاعة الامام بطاعة الله ورسوله في قوله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم وذلك ليمكنه من إقامة الحدود الإلهية ودحض الأباطيل وربما تسرت الشبهة من جهله إلى نفس الدعوة وحقيقة الدين إن كان عميده الداعي إليه يفسر عن الدفاع
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست