النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٥٢٣
﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين﴾ (815).
ويكفيك من صحاح السنن ما أخرجه البخاري في باب الحوض وهو في آخر كتاب الرقاق ص 94 من الجزء الرابع من صحيحه - بالإسناد إلى أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: " بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم، خرج رجل من بيني وبينهم، قال: هلم (1) قلت: أين قال: إلى النار والله. قلت:
وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، قال: هلم. قلت: أين؟. قال: إلى النار والله. قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري فلا أرى يخلص منهم إلا مثل همل النعم " (816).
وأخرج في آخر الباب المذكور عن أسماء بنت أبي بكر. قالت: قال النبي صلى الله عليه وآله: " إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم، وسيؤخذ ناس دوني. فأقول: يا رب مني ومن أمتي فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدك؟

(٨١٥) سورة آل عمران: ١٤٤.
(١) هلم في لغة أهل الحجاز يستوي فيها المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث. تقول: هلم يا زيد. وهلم يا زيدان. وهلم يا زيدون وهلم يا هند. وهلم يا هندات.
فهي اسم فاعل وفاعلة ضمير مستتر تقديره في هذا الحديث: أنتم لأن المخاطبين بها إنما هم الزمرة (منه قدس).
(٨١٦) قال السندي في تعليقته على صحيح البخاري: همل النعم بفتح الهاء والميم الإبل بلا راع، أي لا يخلص منهم من النار إلا قليل (منه قدس).
أضواء على السنة المحمدية ص ٣٥٤ ط 5 بمصر وفيه روايات أخرى أيضا، دلائل الصدق ج 3 ق 2 / 11 عن الجمع بين الصحيحين للحميدي.
(٥٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 ... » »»