النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٥٠٩
منه، وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله، فاختلقوا له ما أرضاه.
(قال): منهم أبو هريرة (788)

(٧٨٨) أبو هريرة:
لم يختلف الناس في اسم أحد - في الجاهلية والاسلام - كما اختلفوا في اسم " أبي هريرة " فلا يعرف أحد على التحقيق الاسم الذي سماه به أهله ليدعى بين الناس به. كما أنه لم يعلم عن نشأته وأصله شئ.
قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله في السنة - ٧ ه‍ - في شهر صفر. وبقي في الصفة إلى شهر ذي القعدة سنة ٨ ه‍ ثم انتقل إلى البحرين مع العلاء بن الحضرمي فيكون مدة إقامته في المدينة سنة وتسعة أشهر وكان في البحرين مع العلاء بن الحضرمي مؤذنا حيث لا يحسن غيره ومات سنة ٥٩ ه‍ ومع هذا فقد كان أكثر الصحابة رواية فقد ذكر ابن مخلد الأندلسي في مسنده لأبي هريرة (٥٣٧٤) حديثا روى منها البخاري (٤٤٦).
وكان كبار الصحابة يكذبونه في أحاديثه وعلى رأسهم عمر بن الخطاب فإنه كان سيئ الرأي فيه حتى ضربه بالدرة على روايته للأحاديث ولم يتمكن أبو هريرة أن يحدث في زمان عمر ولو مات أبو هريرة في زمان عمر لما وصلتنا الآلاف من أحاديثه.
وكذلك أكذبه علي أمير المؤمنين عليه السلام وعثمان وكانت عائشة أشدهم إنكارا عليه لتطاول عمرها وعمره.
وكان مؤيدا ومشايعا لبني أمية وبالخصوص معاوية بن أبي سفيان فكان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وآله في مدحه وفضائله ويضع الذم والقدح في سيد الوصيين وإمام المتقين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
وكان أبو هريرة: أول راوية اتهم في الإسلام، كما قال ابن قتيبة.
هذا ما استخلصناه من كتاب، شيخ المضيرة أبو هريرة للعلامة الشيخ محمود أبو رية وهو أحسن كتاب ألف في دراسة شخصية " أبي هريرة " الطبعة الثالثة طبع دار المعارف بمصر.
ولأجل التوسع في " أبي هريرة " راجع:
كتاب " أبو هريرة " للسيد عبد الحسين شرف الدين طبع عدة طبعات، أضواء على السنة المحمدية لأبي رية ص 194 - 223.
(٥٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 ... » »»