النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٥١٠
وعمرو بن العاص (789) والمغيرة بن شعبة (790) ومن التابعين:

(٧٨٩) ابن النابغة:
وهو عمرو بن العاص بن وائل أبو محمد وأبو عبد الله.
أبوه: هو الأبتر بنص الذكر الحكيم (إن شانئك هو الأبتر) كما ذكره الرازي في تفسيره: روى أن العاص بن وائل كان يقول: إن محمدا أبتر لا ابن له يقوم مقامه بعده فإذا مات انقطع ذكره واسترحتم منه.
أمه: ليلى وتسمى النابغة وكانت أشهر بغي بمكة وأرخصهن اجرة ولما وضعته ادعا خمسة كلهم أتوها غير أن ليلى ألحقته بالعاص لكونه أقرب شبها به وأكثرهم نفقة عليها.
والذين وقعوا عليها في طهر واحد: العاص وأبو سفيان وأبو لهب وأمية بن خلف وهشام بن المغيرة فولدت عمروا فاختلفوا فيه فلحقته بالعاص.
وقد انتحل الإسلام لأغراض دنيوية ولم يعتنق الدين اعتناقا صحيحا.
فقد كان متصفا بالرذائل ومساوئ الأخلاق متصفا بالوضاعة والغواية والغدر والنفاق والمكر والحيلة والخيانة والفجور ونقض العهد وكذب القول وخلف الوعد وقطع الإل والحقد والوقاحة والحسد والرياء والشح والبذاء والسفه والوغد والجور والظلم والمراء والدناءة واللئم والملق والجلافة والبخل والطمع واللدد وعدم الغيرة على حليلته.
وهذه إن دلت فإنما تدل على عدم الإسلام المستقر وانتفاء الإيمان بالله وبما جاء به النبي صلى الله عليه وآله. فلا غرو حينئذ أن يكون زائغا عن الإسلام ناكبا عن الصراط المستقيم منحرفا عن سيد الوصيين عليه السلام يضع فيه الأحاديث الباطلة زورا وبهتانا. وقد كان سببا في خذلان الحق وإضعافه ومشيدا لأركان الباطل وإسناده وقد قتل عشرات الآلاف من المسلمين فجرائمه وبوائقه لا تعد ولا تحصى يكل عنها اللسان وتعجز عنها الأقلام وتجل عنها الكتب والمؤلفات.
راجع: مخازيه ولؤمه ونفاقه ورذائله في كتاب: الغدير للعلامة الأميني ج ٢ / ١٢٠ - ١٧٦ فقد بسط القول في ترجمته.
(٧٩٠) وهو من شيعة بني أمية والمؤيدين لهم في جرائمهم ولما تولى الإمام أمير المؤمنين الخلافة الظاهرية بعد قتل عثمان أشار عليه المغيرة أن يبقى معاوية أميرا على الشام ولكن الإمام لم يوافقه في ذلك ولم يرض ببقائه ولا ساعة واحدة لأنها مساعدة للظالم في ظلمه.
وكان المغيرة قد غدر بجماعة في سفر كان معهم فيه كما ذكره ابن سعد في طبقاته ج ٤ / ٢٨٦.
وكان أميرا على البصرة من قبل عمر بن الخطاب فزنا بأم جميل من بني هلال وجاء الشهود وشهدوا عليه بالزنا ولكن الخليفة حاول أن يدرأ عنه الحد بتشكيك الشاهد الرابع وبالأحرى الإشارة إليه بعدم ذكر الشهادة تامة كما تقدم تحت رقم (٥٠٨ و ٥٠٩).
كما أنه من المتحاملين على إمام المتقين وسيد الوصيين الإمام أمير المؤمنين عليه السلام فكان يسب الإمام ويلعنه جهرة على المنابر كما تقدم تحت رقم (٧٦١).
والذي خبث لا يخرج إلا نكدا فلا عجب أن يختلق الأحاديث في ذم أمير المؤمنين عليه السلام والتقليل من شأنه ومقامه.
راجع: الغدير ج ٦ / 137 - 144.
(٥١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 ... » »»