النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٤٢٣
منه، ونحرز عدالته، فإن المنافقين على عهد النبي صلى الله عليه وآله كانوا كثيرين، وكان فيهم من يخفي نفاقه على عائشة، بل على رسول الله صلى الله عليه وآله ﴿ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم﴾ (٦٣١).
والقرآن الكريم يثبت كثرة المنافقين على عهد النبي، وإخواننا يوافقوننا على ذلك، لكنهم يقولون: إن الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وآله بأجمعهم عدول، حتى كأن وجود النبي صلى الله عليه وآله بين ظهرانيهم كان موجبا لنفاق المنافقين منهم، فلما لحق بالرفيق الأعلى، وانقطع الوحي، حسن إسلام المنافقين، وتم إيمانهم، فإذا هم أجمعون أكتعون أبصعون ثقات عدول مجتهدون، لا يسألون عما يفعلون وإن خالفوا النصوص ونقضوا محكماتها.
وهذا الحديث يمثل سائر مراسيلها ﴿يا ليت قومي يعلمون﴾ (632).
[المورد - (85) - خروجها على الإمام:] وحسبك خروجها على الإمام طلبا بدم عثمان، بعد تحاملها عليه، وإغرائها الناس به وقولها فيه ما قالت (633).

(٦٣١) سورة التوبة: ١٠١.
(٦٣٢) سورة يس: ٢٦.
(633) هنا نصوص شتى خالفتها أم المؤمنين في سيرتها مع علي وعثمان، لعلها تربو في عددها على كل ما تقدمها من النصوص التي تأولها الخلفاء الثلاثة، فلم يعملوا على مقتضاها، وحسبك من موارد مخالفتها ما تراه في أصل الكتاب كمورد واحد، ولا تنس ما مر عليك آنفا مما أخرجه مسلم عنها من عدة طرق: أن الصلاة أول ما فرضت كانت ركعتين فأقرت صلاة السفر وأتمت الحضر، روت ذلك ثم لم تعمل به، بل تأولته كما سمعت نصه في صحيح مسلم (منه قدس).
كما تقدم تحت رقم (568 و 628 و 629).
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»