النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٣١٦
العباس بات رسول الله صلى الله عليه وآله ساهرا أرقا فقال له أصحابه - كما نص عليه كل من أرخ وقعة بدر من أهل السير والأخبار - يا رسول الله ما لك لا تنام؟
قال صلى الله عليه وآله سمعت تضور عمي العباس في وثاقه فمنعني النوم، فقاموا إليه فأطلقوه فنام رسول الله صلى الله عليه وآله (451).
وعن يحيى بن أبي كثير: أنه لما كان يوم بدر أسر المسلمون من المشركين سبعين رجلا، فكان ممن أسر العباس عم رسول الله صلى الله عليه وآله فولي وثاقه عمر بن الخطاب، فقال العباس: أما والله يا عمر ما يحملك على شد وثاقي إلا لطمي إياك في رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يسمع أنين العباس فلا يأتيه النوم. فقالوا: يا رسول الله ما يمنعك من النوم؟. فقال رسول الله: كيف أنام وأنا أسمع أنين عمي. فأطلقه الأنصار.. (الحديث) (452).
وكان أصحاب رسول الله كافة من مهاجرين وأنصار وغيرهم يعلمون ما لأبي الفضل العباس من المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وآله وحب السلامة له والكرامة، ولما بلغه صلى الله عليه وآله كلمة أبي حذيفة ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس - وكان معه في بدر - إذ قال أنقتل آبائنا وإخواننا ونترك العباس، والله لئن لقيته لألجمنه بالسيف ساءه صلى الله عليه وآله ذلك من أبي حذيفة فاستنجد بعمر يقول له مثيرا حفيظته: يا أبا حفص أيضرب وجه عم الرسول بالسيف؟. قال عمر: والله إنه لأول يوم كناني فيه

(451) الكامل لابن الأثير ج 2 / 89، الدرجات الرفيعة ص 80، مجمع البيان ج 4 / 559، شرح النهج لابن أبي الحديد ج 14 / 182.
(452) تجده في ج 5 / 272 من الكنز وهو حديث 5391 وقد أخرجه ابن عساكر (منه قدس).
وراجع: الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج 3 / 520 عن جملة من المصادر.
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 314 315 316 317 319 320 321 322 ... » »»