النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ١٤٦
المشركين جاؤوا إليه صلى الله عليه وآله يقولون " يا محمد إنا جيرانك وحلفاؤك، وإن ناسا من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين، ولا رغبة في الفقه، وإنما فروا من ضياعنا وأموالنا فارددهم إلينا. فلم يجبهم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ما أرادوا مخافة أن يفتنوهم عن دينهم، لكنه صلى الله عليه وآله كره أن يكاشفهم فقال لأبي بكر: ما تقول يا أبا بكر. أملا بأن يرد، طلبهم. فقال أبو بكر: صدقوا يا رسول الله فتغير وجه النبي صلى الله عليه وآله إذ لم يكن جوابه موافقا لما يريده الله ورسوله فسأل عمر أملا بأن يكاشفهم فقال: ما تقول يا عمر فقال: صدقوا يا رسول الله إنهم لجيرانك وحلفاؤك فتغير وجه النبي صلى الله عليه وآله..
الحديث أخرجه أحمد من حديث علي (ع) في ص 155 من الجزء الأول من مسنده وأخرجه النسائي في ص 11 من الخصائص العلوية. وإليك تمام هذا الحديث بلفظ النسائي، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا معشر قريش والله ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه للإيمان فيضربكم على الدين قال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله. قال: لا. ولكن ذلك الذي يخصف النعل. وقد كان أعطى عليا نعلا يخصفها. انتهى بلفظ النسائي في خصائصه العلوية (198).

(١٩٨) الرجل الذي أمتحن الله قلبه بالإيمان:
هو الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
وبما أن السيد قد نقل الحديث بغير ما هو موجود في النسخة التي هي بين أيدينا فإليك نص الحديث بلفظ النسائي:
عن علي عليه السلام: قال جاء النبي أناس من قريش فقالوا يا محمد إنا جيرانك وحلفائك وإن أناسا من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه إنما فروا من ضياعنا وأموالنا فارددهم إلينا، فقال لأبي بكر: ما تقول؟ قال: صدقوا انهم جيرانك وحلفائك. قال: فتغير وجه النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ثم قال لعمر: ما تقول؟ قال: صدقوا إنهم لجيرانك وحلفائك، فتغير وجه النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم. فقال: يا معشر قريش، والله ليبعثن الله عليكم رجلا قد امتحن الله قلبه بالإيمان فيضربكم على الدين، فقال أبو بكر: أنا يا رسول الله قال: لا. قال عمر: أنا يا رسول الله، قال: لا، ولكن الذي يخصف النعل، وكان قد أعطى عليا نعله يخصفها ".
خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص ١١ ط التقدم وص ٦٨ ط الحيدرية وص ١٩ ط بيروت، مسند أحمد بن حنبل ج ٢ / ٣٣٨ ح ١٣٣٥ بسند صحيح. مع حذف الآخر ط دار المعارف بمصر، كنز العمال ج ١٥ / 112 ح 317 و 434 ط 2.
وقريب منه في: ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 / 366 ح 866.
راجع: بقية اجتهاداته مقابل النص. في مقدمة مرآة العقول ج 1 / 60.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 148 149 150 151 152 ... » »»