الخلائق أجمعين الذي بعد فارتفع في السماوات العلى وقرب فشهد النجوي نحمده على عظائم الأمور وفجائع الدهور والم الفجائع ومضاضة اللواذع وجليل الرزء وعظيم المصائب الفاضعة الكاظة الفادحة الجائحة الجائحة أيها القوم ان الله وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة وثلمة في الاسلام عظيمة قتل أبو عبد الله وعترته وسبي نساؤه وصبيته وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان وهذه الرزية التي لا مثلها رزية أيها الناس فأي رجالات منكم يسرون بعد قتله أم اي فؤاد لا يحزن من اجله أم اي عين منكم تحبس دمعها وتضن عن انهما لها فلقد بكت السبع الشداد لقتله وبكت البحار بأمواجها والسماوات بأركانها والأرض بأرجائها والأشجار بأغصانها والحيتان في لجج البحار والملائكة المقربون وأهل السماوات أجمعون يا أيها الناس اي قلب لا ينصدع لقتله أم اي فؤاد لا يحن إليه أم اي سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الاسلام ولا يصم أيها الناس أصبحنا مطرودين مشردين مذودين شاسعين عن الأمصار كأنا أولاد ترك وكابل من غير جرم اجترمناه ولا مكروه ارتكبناه ولا ثلمة في الاسلام ثلمناها ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ان هذا الاختناق والله لو أن النبي صلى الله عليه وآله تقدم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصاية بنا لما زادوا على ما فعلوا بنا فانا لله إليه راجعون من
(٢٤٤)