فقام قائما فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي صلى الله عليه وآله بما هو أهله فصلى عليه ثم قال:
(خطبة علي بن الحسين عليه السلام بالكوفة) أيها الناس من عرفني فقد عرفي ومن لم يعرفني فانا اعرفه بنفسي انا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب انا ابن من انتهك حريمه وسلب نعيمه وانتهب ماله وسبي عياله انا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولا ترات انا ابن من قتل صبرا وكفى بذلك فخرا أيها الناس ناشدتكم بالله هل تعلمون انكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه وخذلتموه فتبا لما قد متم لأنفسكم وسوأة لرأيكم بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله على وآله إذ يقول لكم قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي (فارتفعت) أصوات النساء بالبكاء من كل ناحية وقال بعضهم لبعض هلكتم وما تعلمون فقال عليه السلام رحم الله امرءا قبل نصيحتي وحفظ وصيتي في الله ورسوله وأهل بيته فان لنا في رسول الله أسوة حسنة " فقالوا " بأجمعهم نحن كلنا سامعون مطيعون حافظون لذمامك غير زاهدين فيك ولا راغبين عنك فمرنا بأمرك يرحمك الله فانا حرب لحربك وسلم لسلمك لنأخذن يزيد ونبرأ ممن ظلمك وظلمنا " فقال " عليه السلام هيهات هيهات