لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٢٠٥
من نور (فارتفعت) الأصوات بالبكاء والنحيب وقالوا حسبك يا ابنة الطيبين فقد أحرقت قلوبنا وأنضجت نحورنا وأضرمت أجوافنا فسكتت (وخطبت) أم كلثوم بنت علي عليهما السلام في ذلك اليوم من وراء كلتها رافعة صوتها بالبكاء فقالت:
* (خطبة أم كلثوم عليها السلام بالكوفة) * يا أهل الكوفة سوأة لكم مالكم خذلتم حسينا وقتلتموه وانتهبتم أمواله وورثتموه وسبيتم نساءه ونكبتموه فتبا لكم وسحقا لكم اي دواه دهتكم وأي وزر على ظهوركم حملتم وأي دماء سفكتموها وأي كريمة أصبتموها وأي صبية سلبتموها وأي أموال انتهبتموها قتلتم خير رجالات بعي النبي صلى الله عليه وآله ونزعت الرحمة من قلوبكم الا ان حزب الله هم المفلحون الشيطان هم الخاسرون ثم قالت:
قتلتم أخي ظلما فويل لامكم * ستجزون نارا حرها يتوقد سفكتم دماء حرم الله سفكها * وحرمها القرآن ثم محمد فضج الناس بالبكاء والنحيب ونشر النساء شعورهن ووضعن التراب على رؤسهن وخمشن وجوههن ولطمن خدودهن ودعون بالويل والثبور وبكى الرجال فلم ير باك وباكية أكثر من ذلك اليوم ثم إن زين العابدين عليه السلام أوما الناس ان اسكتوا فسكتوا
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»