غليل صدور المؤمنين وأدركت ثار النبيين لم يكبر علي زوال الدنيا ولم أحفل بالموت إذا اتى " ولما " قدم أصحاب سليمان بن صرد إلى الكوفة كتب إليهم المختار من الحبس " اما بعد " فان الله أعظم لكم الاجر وحط عنكم الوزر بمفارقة القاسطين وجهاد المحلين انكم لم تنفقوا نفقة ولم تقطعوا عقبة ولم تخطوا خطوة الا رفع الله لكم بها درجة وكتب لكم حسنة فأبشروا فاني لو خرجت إليكم جردت فيما بين المشرق والمغرب من عدوكم السيف بإذن الله فجعلتهم ركاما وقتلتهم فذا وتوأما فرحب الله لمن قارب واهتدى ولا يبعد الله الا من عصى وأبى والسلام يا أهل الهدى وأرسل إليهم الكتاب مع رجل يقال له سيحان قد ادخله في قلنسوته بين الظهارة والبطانة فلما جاء الكتاب ووقف عليه جماعة من رؤساء القبائل أعادوا إليه الجواب مع عبد الله بن كامل وقالوا قل له قد قرأنا كتابك ونحن حيث يشرك فأن شئت ان تأتيك حت نخرجك من الحبس فعلنا فاتاه فأخبره فسر لذلك وأرسل إليهم لا تفعلوا هذا فاني اخرج في أيامي هذه وكان المختار قد بعث غلاما له إلى عبد الله بن عمر زوج أخته وكتب إليه " اما بعد " فاني قد حبست مظلوما وظن بي الولاة ظنونا كاذبة فاكتب في يرحمك الله إلى هذين الظالمين يعني والى الكوفة وأمير خراجها كتابا لطيفا عسى الله ان يخلصني من أيديهما بلطفك وبركتك ويمنك والسلام
(٣٦)