وقد اشتهر اتصالها بمنشئها الذي هو منشئ الفصاحة ومظهرها، ومورد البلاغة ومصدرها، ومجمع الولاية ومخزنها، ومنبع الهداية ومعدنها، اشتهارا أغناها عن مد سلاسل العنعنة والاسناد، وأخرجها إلى حد التواتر عن حيز الآحاد، غير أنه ربما يركن إلى طلب الإجازة في الرواية، ويعطف إلى طرق التحمل أعنة العناية، تبركا بما جرت عليه سنن السلف الأخيار، وتأسيا بما صرفت إليه وجوه الهمم من جهابذة الأخيار.
وقد سألني المولى الحميد السديد الممد بمزايا التأييد والتسديد، المتحلي بمحامد الشيم والخلايق، المتحري لمحاسن السنن والطرائق، المطرز أردية الفضائل والآداب، المبرز في ضروب الكمال على الأمثال والاضراب، الساعي فيما يوجب النعيم الدائم في المحل الاعلى الرفيع، المولى الأعز الأكرم محمد شفيع، وفقه الله تعالى لسلوك مناهج السداد، وأعانه على اقتناء ذخائر الاجر ليوم المعاد، أن أجيز له روايتها فأجبت مسؤله وأجزت له أن يرويها عني بطرقي التي لي إلى الإمام (عليه السلام) وهي متشعبة الفنون والضروب، متكثرة الأقسام والشعوب، يطول بذكرها الكتاب، ويقصر عن حصرها المقام، فذكرنا منها طريقا طريقا تتشوق إلى ذكره النفوس، وتتضوع بنشره الصحائف والطروس فأقول:
إني أرويها عن والدي السيد السند العلامة الثقة الحجة الفهامة الجامع بين الحكمتين، جمال الدين محمد بن عبد الحسين الحسيني الدشتكي عن عمه السيد معز الدين محمد ابن السيد الفاضل المحقق المدقق نظام الدين أحمد صاحب التصنيفات الفائقة والتعليقات الرائقة، عن أبيه السيد نظام الدين أحمد المذكور، عن أبيه معز الدين إبراهيم، عن أبيه سلام الله، عن أبيه عماد الدين مسعود، عن أبيه صدر الدين محمد، عن أبيه غياث الدين منصور، عن أبيه صدر الدين محمد، عن أبيه إبراهيم، عن أبيه محمد، عن أبيه إسحاق، عن أبيه علي، عن أبيه عربشاه، عن أبيه أمير انبه، عن أبيه أميري، عن أبيه الحسن، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي، عن أبيه زيد، عن أبيه علي، عن أبيه محمد، عن أبيه علي، عن أبيه جعفر، عن أبيه أحمد