سعادة الدنيا والمعاد.
وصنفت كتاب الملهوف على قتلى الطفوف (1) ما عرفت أن أحدا سبقني إلى مثله ومن وقف عليه عرف ما ذكرته من فضله.
وجمعت وصنفت مختصرات كثيرة ما هي الان على خاطري وأنشأت من المكاتبات والرسائل والخطب ما لو جمعته أو جمعه غيري كان عدة مجلدات ومذاكرات في المجالس في جواب المسائل بجوابات وإشارات وبمواعظ شافيات ما لو صنفها سامعوها كانت ما يعلمه الله جل جلاله من مجلدات.
فصل واعلم أنه إنما اقتصرت على تأليف كتاب غياث سلطان الورى لسكان الثرى من كتب الفقه في قضاء الصلوات عن الأموات وما صنفت غير ذلك من الفقه وتقرير المسائل والجوابات، لأني كنت قد رأيت مصلحتي ومعاذي في دنياي وآخرتي في التفرغ عن الفتوى في الأحكام الشرعية، لأجل ما وجدت من الاختلاف في الرواية بين فقهاء أصحابنا في التكاليف الفعلية، وسمعت كلام الله جل جلاله يقول عن أعز موجود عليه من الخلائق عليه محمد صلى الله عليه وآله " ولو تقول علينا بعض الأقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين " فلو صنفت كتابا في الفقه يعمل بعدى عليها، كان ذلك نقضا لتورعي عن الفتوى، ودخولا تحت حظر الآية المشار إليها، لأنه جل جلاله إذا كان هذا تهديده للرسول العزيز الأعلم لو تقول عليه فكيف يكون حالي إذا تقولت عليه جل جلاله، وأفتيت أو صنفت خطاءا وغلطا يوم حضوري بين يديه.